أرمال بغا
الألبان
في العالم العربي
)تحليل
الكتاب(
د . محمد . م .
أرناؤوط، كاتب من أصل ألباني يتحدر من مدينة بيجا في كوسوفا ، هو من أشهر الكتاب
في الأراضي الألبانية و العالم العربي أيضاً.
ولد في دمشق في عام ١٩٥٢ م ؛ كان والده من مدينة بيجا بينما كانت أمه من قرية تدعى فريلي من بيجا . بالإضافة الى ذلك ، كان عمه الشيخ عبد القادر الأرناؤوط ، عالماً معروفاً من علماء المسلمين في ألبانيا من قرية فريلي في بيجا .
أنهى الدكتور محمد دراسته الإبتدائية و الثانوية في دمشق و تابع دراسته العليا في جامعة بريشتينا و التي كانت سبباً لعودته الى أرض الآباء ، كما أنهى دراسته الجامعية بمرتبة الإمتياز و حصل على درجة الدكتوراة في إختصاصين أحدهما: من كلية علم اللغة و الأدب الألباني عام ١٩٨١ م و الآخر من كلية الفلسفة فرع التاريخ ١٩٨٦ م .
خلال فترة دراسته في بريشتينا أيضاً ألف باللغتين العربية و الألبانية . كما أنه كتب العديد من المقالات في الجرائد و المجلات ذلك الوقت .
و كانت مقالاته عموماً تدور حول الروابط الألبانيّة مع الشرق و خصوصاً مع العالم العربي. كما أنه مؤلف و مشارك بتأليف أكثر من ٤٠ كتاب و موسوعة بالعربية و الألبانيّة ، وقد كان بروفسوراً محاضراً للغة العربية في قسم الإستشراق في جامعة علم اللغة في بريشتينا ، حالياً هو بروفسور التاريخ و مدير معهد الدراسات السياسيّة في عمّان ( الاردن) .
أحد الكتب المهمة التي كتبها و التي تتكلم عن العلاقة بين الألبان و العالم العربي، كتاب ٌبعنوان ( الألبان في العالم العربي ) وهو الذي سنناقشه في هذا المقال و الذي تم نشره في عام ١٩٩٠م في بريشتينا من دار نشر ريليندجا .
المؤلف في هذا الكتاب كما ذكر في مقدمته يناقش الوجود الألباني في العالم العربي ما بين القرن الثامن عشر و التاسع عشر و بداية القرن العشرين .و لكن المؤلف لم يتوقف على هذه الحقبات الزمنية فقط كما لمس وجود الألبان في القرن السادس عشر و السابع عشر ايضاً لارتباطهما بالفترات الآنفة ذكرها .
المعلومات في هذا الكتاب تم استنباطها وجمعها من مصادر متعددة حيث قُدم بعضها لأول مرة باللغة الألبانية . كما قام المؤلف إلى جانب أبحاثه بتسخير أدبه و كتاباته بعدة لغات و قد تتطلب اتمام هذا العمل الاطلاع و البحث في كثير من البلدان العربية ما بين ١٩٧٤ الى ١٩٨٤م ، و لجمع و توثيق المصادر قام بالتركيز على بعض الدول مثل سوريا ( ١٩٧٤ - ١٩٧٥) الجزائر (١٩٧٦) لبنان (١٩٧٦) مصر (١٩٧٨) كويت (١٩٨١) و تونس (١٩٨٣)... الخ .
في الفصل الأول من الكتاب و الذي عنونه كاتبنا ب ( العلاقات الألبانية العربية عبر التاريخ ) يعطي الكاتب في هذا الكتاب مراجعة عامة عن بداية العلاقة بين الألبان و العرب ، في البداية يشرح أن من المتعارف عليه بين الألبان و العرب أن أصل الألبان عربي و من سوريا.
و إعتماداً على هذه الفكرة و التي ازدادت ترسخاً مع مرور الوقت بسبب ما وجد مكتوبآ من معلومات عن ذلك ، كالمعلومات التي ذكرت لأول مرة في قصة عربية بعنوان ( تواريخ تحف ) و التي تشرح بتفصيلٍ أن الألبان لديهم أصل عربي .
لاحقاً هذه العناصر تم الرجوع إليها في المصادر العثمانية . بالإضافة إلى ذلك تم الرجوع للتسلسل الزمني للأحداث العثمانية قديماً و التي نشرها الشهير فرانز بابينجر عن الألبانين و قال أن بعضهم كان من أصل يمني و البعض الأخر من الصعيّد في مصر .
هذه المعلومات مقدمة بتفاصيل أكثر في القرن الخامس عشر في فيلم عن رحلة الرحال التركي المشهور أوليا جلبي و في قسم من هذا العمل الذي يتحدث عن مناطق الألبان نجد فصل بعنوان (عن أصل الألبان.(
و طبقاً لهذه النسخة من الكتاب فإن أصل الألبان يعود لقبيلة قريش العربية و التي كانت تعيش في مكة . هذه القبيلة ينتمي إليها النبي محمد صلى الله عليه و سلم ، في ذلك الوقت كان لهذه القبيلة سيد يدعى جبل الحما و قام هذا السيّد بغير قصد بقلع عين رجل عربي كريم ، فذهب هذا الرجل إلى الخليفة عمر بن الخطاب ليشتكي له عن هذه الحادثة و طبقاً للشريعة الإسلامية (العين بالعين) فقد أمر الخليفة عمر بأن السيّد جبل يجب أن يعاقب بقلع عينه و بالمقابل خاف جداً السيّد جبل و أخذ ليلاً ثلاث آلاف رجل من قبيلته و ذهب لعند انطوهي لدى الملك هرقل.
الحقيقة هي أن نسخة أوليا جلبي تطورت بناءاً على تسلسل تاريخي و لكن يوجد بعض تأشيرات و هكذا فإن القصة عن سيّد قبيلة غسان و ليس قبيلة قريش أي عن جبلة بن الأيهم و ليس جبل الحما . قبيلة غسان ذو الأصول اليمنية استقرت شمال أرض العرب في جنوب سوريا .
في بداية الحقبة الجديدة و في القرن الرابع قُبلت المسيحية ،بعض سّادة أو ملوك هذه القبيلة و هم معروفين جداً في المصادر العربية نحن نعرف فقط أخر خمس ملوك من بينهم حارث ابن جبلان (حوالي ٥٢٩ - ٥٦٩) و الذي أطلق عليه الإمبراطور البيزنطي جستينيان لقب ملك جميع القبائل العربية و لقب البطريارك.
و أخر ملك من هذه القبيلة كان جبلة بن الأيهم و الذي أسلم ، وخلال فترة أدائه للحج في مكة في عهد الخليفة عمر بن الخطاب (٦٣٤ - ٦٤٤) داس ثوبه بدوي عابر و لهذا السبب صفعه السيّد جبلة فذهب البدوي ليشتكي للخليفة عمر و اعتماداً على الشريعة الإسلامية طلب عمر من البدوي رد الصفعة للسيّد جبلة و لكن بسبب مقامه ، اجتمع السيّد ليلا ً مع بعض أتباعه و ذهبوا من مكة الى بيزنطة و لم يعد إلى مكة أبداً .
من النص الثاني من الفصل الأول حتى النهاية ، يخبرنا الكاتب عن العلاقات القوية بين العرب و الألبان خلال حكم الإمبراطورية العثمانية في البلاد العربية .
لاحقاً ، يظهر الكاتب لنا (ابتدءاً من الجزء الثاني) معلومات مهمة و مناقشات حققها خلال دراساته . مثلاً وصول الألبان (المعروفين ب الأرناؤوط) للبلاد العربية ، عن حياتهم ، اشتراكهم بالسياسة ، الثقافة ، الدين و الحياة الإجتماعية في ذلك المجتمع.
بدأ المؤلف بسوريا و التي هي مكان ولادته ثم تابع إلى لبنان ، فلسطين ، العراق ، السعودية ، اليمن ، مصر ، السودان ، ليبيا و الجزائر. و تحدث عن الشخصيات الألبانية المختلفة التي تركت آثار مهمة في هذه الأماكن و التي لا تزال ظاهرة في هذه البلدان .
تحدث أيضاً عن الشخصيات الألبانية التي اشتركت بالسياسة ، الجيش ، المعرفة الإسلامية ، الأدب ، القومية ... الخ . كرّس الكاتب فصل خاص عن السلالة الألبانية في مصر و التي بدأت بمحمد علي باشا المعروف بمؤسس مصر الحديثة و استمرت حتى أبناء إخوته حيث حكمت هذه السلالة لأكثر من قرن.
هذا العمل المهم لهذا الكاتب الألباني ، الذي عاش و عمل في سوريا و الأردن ، هو مجرد بداية مختصرة عن حياة ، عمل و علاقات الألبان مع العالم العربي . نأمل بأن يكون هذا العمل بداية لدراسات أُخرى من علمائنا في هذا المجال و الذي هو شيء مهم جداً لقضايانا القومية و الدينية الثقافية.
ولد في دمشق في عام ١٩٥٢ م ؛ كان والده من مدينة بيجا بينما كانت أمه من قرية تدعى فريلي من بيجا . بالإضافة الى ذلك ، كان عمه الشيخ عبد القادر الأرناؤوط ، عالماً معروفاً من علماء المسلمين في ألبانيا من قرية فريلي في بيجا .
أنهى الدكتور محمد دراسته الإبتدائية و الثانوية في دمشق و تابع دراسته العليا في جامعة بريشتينا و التي كانت سبباً لعودته الى أرض الآباء ، كما أنهى دراسته الجامعية بمرتبة الإمتياز و حصل على درجة الدكتوراة في إختصاصين أحدهما: من كلية علم اللغة و الأدب الألباني عام ١٩٨١ م و الآخر من كلية الفلسفة فرع التاريخ ١٩٨٦ م .
خلال فترة دراسته في بريشتينا أيضاً ألف باللغتين العربية و الألبانية . كما أنه كتب العديد من المقالات في الجرائد و المجلات ذلك الوقت .
و كانت مقالاته عموماً تدور حول الروابط الألبانيّة مع الشرق و خصوصاً مع العالم العربي. كما أنه مؤلف و مشارك بتأليف أكثر من ٤٠ كتاب و موسوعة بالعربية و الألبانيّة ، وقد كان بروفسوراً محاضراً للغة العربية في قسم الإستشراق في جامعة علم اللغة في بريشتينا ، حالياً هو بروفسور التاريخ و مدير معهد الدراسات السياسيّة في عمّان ( الاردن) .
أحد الكتب المهمة التي كتبها و التي تتكلم عن العلاقة بين الألبان و العالم العربي، كتاب ٌبعنوان ( الألبان في العالم العربي ) وهو الذي سنناقشه في هذا المقال و الذي تم نشره في عام ١٩٩٠م في بريشتينا من دار نشر ريليندجا .
المؤلف في هذا الكتاب كما ذكر في مقدمته يناقش الوجود الألباني في العالم العربي ما بين القرن الثامن عشر و التاسع عشر و بداية القرن العشرين .و لكن المؤلف لم يتوقف على هذه الحقبات الزمنية فقط كما لمس وجود الألبان في القرن السادس عشر و السابع عشر ايضاً لارتباطهما بالفترات الآنفة ذكرها .
المعلومات في هذا الكتاب تم استنباطها وجمعها من مصادر متعددة حيث قُدم بعضها لأول مرة باللغة الألبانية . كما قام المؤلف إلى جانب أبحاثه بتسخير أدبه و كتاباته بعدة لغات و قد تتطلب اتمام هذا العمل الاطلاع و البحث في كثير من البلدان العربية ما بين ١٩٧٤ الى ١٩٨٤م ، و لجمع و توثيق المصادر قام بالتركيز على بعض الدول مثل سوريا ( ١٩٧٤ - ١٩٧٥) الجزائر (١٩٧٦) لبنان (١٩٧٦) مصر (١٩٧٨) كويت (١٩٨١) و تونس (١٩٨٣)... الخ .
في الفصل الأول من الكتاب و الذي عنونه كاتبنا ب ( العلاقات الألبانية العربية عبر التاريخ ) يعطي الكاتب في هذا الكتاب مراجعة عامة عن بداية العلاقة بين الألبان و العرب ، في البداية يشرح أن من المتعارف عليه بين الألبان و العرب أن أصل الألبان عربي و من سوريا.
و إعتماداً على هذه الفكرة و التي ازدادت ترسخاً مع مرور الوقت بسبب ما وجد مكتوبآ من معلومات عن ذلك ، كالمعلومات التي ذكرت لأول مرة في قصة عربية بعنوان ( تواريخ تحف ) و التي تشرح بتفصيلٍ أن الألبان لديهم أصل عربي .
لاحقاً هذه العناصر تم الرجوع إليها في المصادر العثمانية . بالإضافة إلى ذلك تم الرجوع للتسلسل الزمني للأحداث العثمانية قديماً و التي نشرها الشهير فرانز بابينجر عن الألبانين و قال أن بعضهم كان من أصل يمني و البعض الأخر من الصعيّد في مصر .
هذه المعلومات مقدمة بتفاصيل أكثر في القرن الخامس عشر في فيلم عن رحلة الرحال التركي المشهور أوليا جلبي و في قسم من هذا العمل الذي يتحدث عن مناطق الألبان نجد فصل بعنوان (عن أصل الألبان.(
و طبقاً لهذه النسخة من الكتاب فإن أصل الألبان يعود لقبيلة قريش العربية و التي كانت تعيش في مكة . هذه القبيلة ينتمي إليها النبي محمد صلى الله عليه و سلم ، في ذلك الوقت كان لهذه القبيلة سيد يدعى جبل الحما و قام هذا السيّد بغير قصد بقلع عين رجل عربي كريم ، فذهب هذا الرجل إلى الخليفة عمر بن الخطاب ليشتكي له عن هذه الحادثة و طبقاً للشريعة الإسلامية (العين بالعين) فقد أمر الخليفة عمر بأن السيّد جبل يجب أن يعاقب بقلع عينه و بالمقابل خاف جداً السيّد جبل و أخذ ليلاً ثلاث آلاف رجل من قبيلته و ذهب لعند انطوهي لدى الملك هرقل.
الحقيقة هي أن نسخة أوليا جلبي تطورت بناءاً على تسلسل تاريخي و لكن يوجد بعض تأشيرات و هكذا فإن القصة عن سيّد قبيلة غسان و ليس قبيلة قريش أي عن جبلة بن الأيهم و ليس جبل الحما . قبيلة غسان ذو الأصول اليمنية استقرت شمال أرض العرب في جنوب سوريا .
في بداية الحقبة الجديدة و في القرن الرابع قُبلت المسيحية ،بعض سّادة أو ملوك هذه القبيلة و هم معروفين جداً في المصادر العربية نحن نعرف فقط أخر خمس ملوك من بينهم حارث ابن جبلان (حوالي ٥٢٩ - ٥٦٩) و الذي أطلق عليه الإمبراطور البيزنطي جستينيان لقب ملك جميع القبائل العربية و لقب البطريارك.
و أخر ملك من هذه القبيلة كان جبلة بن الأيهم و الذي أسلم ، وخلال فترة أدائه للحج في مكة في عهد الخليفة عمر بن الخطاب (٦٣٤ - ٦٤٤) داس ثوبه بدوي عابر و لهذا السبب صفعه السيّد جبلة فذهب البدوي ليشتكي للخليفة عمر و اعتماداً على الشريعة الإسلامية طلب عمر من البدوي رد الصفعة للسيّد جبلة و لكن بسبب مقامه ، اجتمع السيّد ليلا ً مع بعض أتباعه و ذهبوا من مكة الى بيزنطة و لم يعد إلى مكة أبداً .
من النص الثاني من الفصل الأول حتى النهاية ، يخبرنا الكاتب عن العلاقات القوية بين العرب و الألبان خلال حكم الإمبراطورية العثمانية في البلاد العربية .
لاحقاً ، يظهر الكاتب لنا (ابتدءاً من الجزء الثاني) معلومات مهمة و مناقشات حققها خلال دراساته . مثلاً وصول الألبان (المعروفين ب الأرناؤوط) للبلاد العربية ، عن حياتهم ، اشتراكهم بالسياسة ، الثقافة ، الدين و الحياة الإجتماعية في ذلك المجتمع.
بدأ المؤلف بسوريا و التي هي مكان ولادته ثم تابع إلى لبنان ، فلسطين ، العراق ، السعودية ، اليمن ، مصر ، السودان ، ليبيا و الجزائر. و تحدث عن الشخصيات الألبانية المختلفة التي تركت آثار مهمة في هذه الأماكن و التي لا تزال ظاهرة في هذه البلدان .
تحدث أيضاً عن الشخصيات الألبانية التي اشتركت بالسياسة ، الجيش ، المعرفة الإسلامية ، الأدب ، القومية ... الخ . كرّس الكاتب فصل خاص عن السلالة الألبانية في مصر و التي بدأت بمحمد علي باشا المعروف بمؤسس مصر الحديثة و استمرت حتى أبناء إخوته حيث حكمت هذه السلالة لأكثر من قرن.
هذا العمل المهم لهذا الكاتب الألباني ، الذي عاش و عمل في سوريا و الأردن ، هو مجرد بداية مختصرة عن حياة ، عمل و علاقات الألبان مع العالم العربي . نأمل بأن يكون هذا العمل بداية لدراسات أُخرى من علمائنا في هذا المجال و الذي هو شيء مهم جداً لقضايانا القومية و الدينية الثقافية.
ترجمت من اللغة
الانكليزية إلى اللغة العربية من قبل : سارة ارناؤوط
نشرت في مجلة (Perla
بيرلا ) سنة ٢٠٠٤ رقم ٤.(٣٥) صفحة ١٤٧-١٥٠ في
تيرانا - البانيا
No comments:
Post a Comment