23 January 2010

من أعلام الفكر الألباني المعاصر

(Botuar në gazetën El-Hajat (Al-Hayat), më 06/04/2008, Kajro-Egjipt)
من أعلام الفكر الألباني المعاصر

أرمال بغا- Ermal Bega
وجهوده في مجال الدراسات الاستشراقية

بقلم:الأستاذ الدكتور/  بكر إسماعيل الكوسوفي

إن الحياة الألبانية في منطقة البلقان قد مرت بأدوار عديدة، وتطورت أطواراً مختلفة نتيجة ما يعتريها من مؤثرات وما ورد عليها من تيارات فكرية.
وفي الحقيقة حياة الشعب الألباني في الماضي كان حياة مثقلة بسبب القهر الفكري والحجر الثقافي الذي تعرض له الألبان طيلة عقود ماضية.
فعندما هبت رياح الشيوعية والألبان يعانون قهراً وظلماً فكرياً على أوسع نطاق، حتى كادت الشيوعية تطمس الحياة الألبانية وتغرب الشعب الألباني عن هويته بالكلية.
لكن الإرادة الألبانية كانت صلبة فوقفت بشدة ضد ذلك التيار، وحاول الألبان جاهدين من مختلف الطوائف أن يثبتوا على هويتهم وثقافتهم، وظلت المواجهة الفكرية والدينية بين الهوية الألبانية وبين الشيوعية حتى انقشعت ثورة الشيوعية واندثرت أفكارها، وراح رجلها أدراج الرياح، وبقيت الهوية الألبانية شامخة برجالها وثقافتها وموروثاتها.
وبذلك نجت الهوية الألبانية من براثن الفكر الشيوعي، ولم تؤثر الشيوعية بشيء في الدين.
وبعد حدوث الانفراجة الفكرية بعد عصر الشيوعية أقبل الألبان إقبالاً منقطع النظير على الدراسة ومشارب الفكر، فاتجه بعضهم إلى الدراسات الاستشراقية، وآخرون إلى الدراسات الحضارية، وآخرون إلى الدراسات السياسية، وعمل الألبان بجد واجتهاد للنهوض بالحضارة الألبانية في مختلف مجالاتها.
ونتيجة لهذا الإقبال برع من المفكرين والمثقفين الذين طلبوا العلم وأقبلوا على تحصيله بعد اندثار الشيوعية، هؤلاء المهرة البارعون عملوا على النهوض بالحياة الألبانية المتقدمة في شتى المجالات، وأفادوا الأمة الألبانية إفادة عظمى لا يستطيع أحد إنكارها بأي حال من الأحوال.
ومن بين هؤلاء البارعين النابغين ذلك العالم العلامة المتخصص الدقيق الأستاذ/أرمال بغا- Ermal Bega، الذي هو من مواليد ألبانيا سنة 1978م.
فهذا الأستاذ اتجه في دراسته إلي الدراسات الاستشراقية، ونبغ في هذا المجال حتى صار يشار إليه بالبنان.
فبعد دراسته في مسقط رأسه، وحصوله علي الثانوية من المدرسة الثانوية الإسلامية رحل إلى كوسوفا،والتحق بكلية الآداب – قسم الاستشراق – جامعة برشتينا، وجد واجتهد حتى حصل على الشهادة سنة 2006م.
ثم سافر إلي دمشق (سوريا) لحضور دورة تدريبيه لتقوية اللغة العربية.
وبعد تخرجه وحصوله على الشهادة من جامعة برشتينا مارس عمله ككاتب متخصص في مجال الدراسات الاستشراقية والدراسات الإسلامية، فكتب مقالات قيمة في العديد من الصحف والمحالات في مجال الاستشراق، ولا يزال يعمل عضواً في التعاون مع تلك المؤسسات الصحفية والثقافية.
مع العلم أنه بدأ الكتابة في سنة 1999م.
ولما استأنس من نفسه القوة والتمكن في اللغة والدراسة والكتابة اتجه نحو الترجمة، فترجم العديد من المقالات، وقام بترجمة أربعة كتب، ومعظم ترجماته كانت من العربية إلى الألبانية.
ثم عمل بعد ذلك مشرفاً على مراجعة وتدقيق الكتب العلمية بصفته عالماً ماهراً في مجال المراجعة.
ومنذ سنة 2003م وهو يعمل رئيساً للجمعية الثقافية "شباب المستقبل".
كما يعمل مديراً عاماً للمركز الألباني للدراسات الشرقية منذ سنة 2007م في تيرانا، وهو مؤسس هذا المركز.
هذا وللمزيد من الفكر والثقافة حصل على دورات تدريبية في مجال التعايش بين الأديان، ومجال علم النفس الاجتماعي وعلاقته بالأسرة في السعودية وغيرها منذ سنة 2006م.
وقد ركز السيد الأستاذ /أرمال بغا- Ermal Bega على الدراسات الشرقية بصفة خاصة حتى أتى بنتائج مثمرة، وأعماله الموجودة على الساحة الفكرية والاستشراقية شاهدة على ذلك.
فهو إذن علم من أعلام الفكر الاستشراقي في العصر الحديث، ونأمل له المزيد من الأعمال الراقية.

No comments:

Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...

Contact Form

Name

Email *

Message *